اقتنعت الشركات والدول على أن الإدارة هي مفتاح التقدم، وقامت الدول بإدراج تخصص الإدارة في جامعاتها العالمية المحلية والعالمية؛ فأصبح معيار تقدم الدول وتأخرها يرجع إلى مستوى إداراتها هل هي متقدمة أم متأخرة.
وإننا في هذه الورقات نكتب لمحة بسيطة، عن علم كبير ومتشعب، ومتطور كل يوم عن الذي قبله؛ وذلك لإعطاء فكرة عن هذا العلم.
وبدايةً نجيب على سؤال يطرح دائماً، وهو:
هل الإدارة فنٌ أم علمٌ؟
تباينت أراء الباحثين في إجابة هذا السؤال على ثلاثة اتجاهات هي:
الاتجاه الأول:
أن الإدارة علم يُتعلم؛ ويُبنى هذا الاتجاه على التالي:
أن له أصول، وقواعد، ونظريات، يُدرس عن طريق منهج علمي معروف، التي يَعتمد فيها على الأسلوب العلمي عند ملاحظة المشكلات الإدارية، وتفسيرها، وتحليلها، والتوصل إلى نتائج يمكن تعميمها.
ويمتاز المنهج العلمي بعدة مميزات منها:
الموضوعية، والمرونة، وقابلية التنبؤ بالنتائج بعد اثباتها، ومن ثَم تعميم النتائج، وغيرها من أمور علمية توجد في الكتب المتخصصة.
الاتجاه الثاني:
أن الإدارة فن، ويُبني هذا الاتجاه على التالي:
أن المدير يتعامل مع الإنسان كفرد، ومع المجتمع كمجموعة أفراد، سواءً مع العاملين في المنظمة أم العملاء الخارجيين، ويواجه مواقف عند التعامل معهم، يحتاج فيها إلى خبرته التي اكتسبها من خلال حياته، ويحتاج إلى مهارة متميزة، وذكاء في ممارسة عمله كمدير، والإبداع في عمله، وسهولة المناورة في التفاوض معهم، ويجب عليه القدرة على التعامل مع فريق العمل؛ لتحفيزه على بلوغ الأهداف المرجوة.
الاتجاه الثالث:
أن الإدارة فن وعلم في آن واحد.
فيكون الإنسان مديراً ناجحاً؛ إذا اجتمعت فيه تعلُم الإدارة بطريقة علمية نظرية ممنهجة، مع ما يتمتع به من أمور قيادية، وشخصية، وخبرة سابقة.
عند ذلك يستطيع إدارة وقيادة المنظمة، بخبرته، ودراسته، وذكائه في الإدارة.
واعتقد أن هذا القول، هو الإجابة الصحيحة للسؤال في وجهة نظري.
الإدارة بين الماضي والحاضر:
طُبقت الإدارة قديماً بشكل أو بآخر في الحضارات السابقة، ولكن وضعها كعلم مستقل له قواعده وأصوله، فهذا صار حديثاً لا يتجاوز مئة سنة تقريباً، وصار لها مدارس ومناهج وضعها العلماء، ويُحدثونها كل فترة-بعدما يرون فجوات في مدرسة معينة- إلى مدرسة أحدث تحل هذه الفجوات.
وأهم المدارس الرئيسة للإدارة، هي:
المدرسة الكلاسيكية.
المدرسة السلوكية.
المدرسة الكمية.
4.المدارس الحديثة، وتتكون من:
أ- مدرسة علم الإدارة.
ب- مدرسة النظم.
ج- المدرسة الظرفية.
د- الإدارة بالأهداف.
هـ- الإدارة اليابانية.
مفهوم الإدارة:
يتكون للإنسان مفهوم للإدارة، عندما يفهم النقاط التالية، والتي تعتبر أقوالا في مفهوم هذا العلم:
لإدارة هي مجمل العمليات المرتبطة بالتخطيط، والتنظيم، والقيادة، والرقابة، التي تهدف إلى تحقيق أهداف خططت مسبقاً.
الإدارة هي السعي لتحديد الأهداف وبلوغها، عن طريق اتخاذ القرارات الصحيحة؛ لتحقيق النتائج.
الإدارة هي عملية تنظيم الإنسان، وتوجيه طاقاته؛ لتحسين مستوى الإنتاج، ورفع كفاءة العمل.
الإدارة هي فن إنجاز الأعمال، بواسطة الآخرين.
الإدارة هي طريقة لأخذ القرارات الإدارية، على أساس علمي، وعلى منهج صحيح.
الإدارة هي الطريقة التي يتم بها استخراج البيانات، والتنبؤات الاقتصادية، والتي يتوصل إليها عن طريق بعض الأدوات الخاصة.
الإدارة هي تحليل الوظائف للمنظمة، ووضع الاستراتيجيات القادمة.
وبعد قراءة هذه النقاط السابقة يصبح لدى القارئ تصور عام ومختصر عن مفهوم الإدارة.
وظائف الإدارة:
يوجد للإدارة أربع وظائف، هي:
أولاً: التخطيط:
ويتم فيها تحديد أهداف المنظمة، والموارد الضرورية، وما يُفعل لتحقيق تلك الأهداف.
فوائد التخطيط:
1-هو نقطة الانطلاق للعمل الإداري.
2-يحمي من أي عائق قد يواجه العمل مستقبلا؛ إذا تم توقع حصول هذا العائق في أثناء العمل.
3-التنسيق الجيد بين الإدارات والأقسام المختلفة؛ لتوزيع المهام بطريقة صحيحة.
ثانياً: التنظيم:
يكون فيه تحديد المسئوليات، وتوزيع المهام لأعضاء المنظمة، وفريق العمل.
فوائد التنظيم:
1- تنسيق الجهود بين الوحدات الإدارية، بحيث تعمل في تناغم وسلاسة.
2- تحديد التخصص لكل فرد ومهمة.
3- الاهتمام بالأنشطة المهمة، وترتيب الأولويات بين الأعمال.
5- التعاون بين الموظفين؛ لمعرفة كل فرد ماهي مهمته، ولا يكون هناك اتكالية في الأعمال.
6-الاستقرار الوظيفي.
ثالثاً: القيادة:
وهي التي تقوم بالتوجيه والإشراف، وإدارة وتحفيز العاملين وتوجيههم؛ لإنجاز الأعمال المكلفين بها.
أهمية التوجيه والإشراف:
1- الاتصال مع المدراء، وذلك بتوجيههم من جهة إلى أخرى؛ للتأثير في سلوكهم، وتوجيه فكرهم، بما يضمن استمرار العمل في المنظمة.
2- القيادة والإشراف لفريق المنظمة، وعليه بذل الجهد في التأثير على مرؤوسيه، والتعاون في تحقيق الأهداف المرجوة.
3- التحفيز للفريق، هو بذل الجهد لإشعار الموظفين بأهمية العمل في المنظمة، وتشجيعهم بما يحقق الأهداف المرجوة.
رابعاً: الرقابة:
متابعة الأداء، وسير العمل، وقياسه بما يوافق التخطيط الإداري.
وظائف الرقابة:
1- التأكد من سير العمل كما هو مخطط له في المنظمة.
2- معرفة الانحرافات عن السير في الخطة ومعالجتها.
3- معرفة مستوى الأداء الفعلي للموظفين.
خصائص الإدارة:
التركيز على اتخاذ القرارات الإدارية الصحيحة.
استعمال المنهج العلمي لصنع القرارات.
استخدام المعلومات والنماذج والتطبيقات لاتخاذ القرارات.
وفي ختام هذه المقدمة اللطيفة لعلم الإدارة، والتي ذكرنا فيها هل الإدارة فن أم علم، ومدارس الإدارة، ومفهوم الإدارة، ووظائف الإدارة، وخصائص الإدارة، نكون بذلك قد أعطينا صورة للقارئ عن هذا العلم بشكل مبسط.
ومن أراد الاستزادة فدونه المؤلفات التي لا تحصى عددا، في شرح هذا العلم من مؤلفات أكاديمية وغيرها.
هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
الزْوَايا و التنمية في مجتمع البيضان
إن لمفهوم “الزاوية” في الثقافة البيضان دلالة خاصة، لها دعامات و أركان. و قد ارتبطت في المجتمع الصحراوي بقبائل محدودة، عنيت بالشؤون الدينية و تربية المجتمع على القيم الإسلامية.
الحكاية الشعبية الصحراوية، خزّان لغوي و ثقافي
اشترك الحكايات الشعبية في الصحراء بصفة عامة مع الأمثال والألغاز وغير ذلك في كونها ذلك المنقول الشفاهي بالتوارث عبر الأجيال، والذي لا يُعرف مؤلّفُه على وجه التحديد،
عناية علماء الصحراء و شنقيط بالحديث النبوي الشريف
لقد نال علم الحديث وفقهه شرف العناية والاهتمام من لدن علماء الإسلام على مر العصور وتعاقب الدهور، فوضع علماء الجرح والتعديل أصولا علمية و قواعد و مناهج كلية لتلقي